فصل: بَاب فَضِيلَة أول الْوَقْت:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام



.بَاب قتل تَارِك الصَّلَاة وَدَلِيل من كفَّر تاركها كسلاً وَمن قَالَ لَا يكفر:

656- ابْن عمر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أُمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ويقيموا الصَّلَاة، ويؤتوا الزَّكَاة، فَإِذا فعلوا ذَلِك عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَق الْإِسْلَام، وحسابهم عَلَى الله». مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَيْسَ عِنْد مُسلم: «إِلَّا بِحَق الْإِسْلَام».
657- وَعَن جَابر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن بَين الرجل وَبَين الشّرك وَالْكفْر ترك الصَّلَاة» رَوَاهُ مُسلم.
658- وَعَن بُرَيْدَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «الْعَهْد الَّذِي بَيْننَا وَبينهمْ الصَّلَاة فَمن تَركهَا فقد كفر» رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ.
659- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
660- وَعَن عبد الله بن شَقِيق، الصَّحَابِيّ الْجَلِيل، قَالَ: كَانَ أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يرَوْنَ شَيْئا من الْأَعْمَال تَركه كفر غير الصَّلَاة. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب "الْإِيمَان" بِإِسْنَاد صَحِيح.
661- وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َيَقُول: «خمس صلوَات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وَأتم ركوعهن وخشوعهن، كَانَ لَهُ عِنْد الله عهد أَن يغْفر لَهُ، وَمن لم يفعل فَلَيْسَ لَهُ عَلَى الله عهد، إِن شَاءَ غفر لَهُ، وَإِن شَاءَ عذبه» صَحِيح رَوَاهُ مَالك فِي "الْمُوَطَّأ" وَأَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن مَاجَه، وَأحد إسنادي أبي دَاوُد عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ.
662- وَعنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وَأَن عِيسَى عبد الله، وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم، وروح مِنْهُ، وَالْجنَّة وَالنَّار حق، أدخلهُ الله الْجنَّة، عَلَى مَا كَانَ من عمل» مُتَّفق عَلَيْهِ.
663- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حرّم الله عَلَيْهِ النَّار».
664- وَعَن عتْبَان بن مَالك، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا يشْهد أحد أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله فَيدْخل النَّار، أَو تطعمه» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

665- مِنْهُ حَدِيث: «نهيت عَن قتل الْمُصَلِّين» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِسَنَد ضَعِيف من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة.
666- وَحَدِيث مَكْحُول عَن أم أَيمن رفعته: «من ترك الصَّلَاة مُتَعَمدا بَرِئت مِنْهُ ذمَّة الله وَرَسُوله» مَكْحُول لم يدْرك أم أَيمن.
667- وَحَدِيث: «من ترك صَلَاة مُتَعَمدا فقد كفر» فَهُوَ حَدِيث مُنكر.

.بَاب فضل الصَّلَوَات:

سبق فِي كتاب الطَّهَارَة:
668- حَدِيث «الصَّلَاة نور».
669- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «أَرَأَيْتُم لَو أَن نَهرا بِبَاب أحدكُم يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مَرَّات، هَل يَبْقَى من درنه؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى من درنه شَيْء. قَالَ: فَكَذَلِك مثل الصَّلَوَات الْخمس يمحو الله بِهن الْخَطَايَا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
670- وَعنهُ، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «الصَّلَوَات الْخمس، وَالْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة، كَفَّارَة لما بَينهُنَّ مَا لم تُغْش الْكَبَائِر» رَوَاهُ مُسلم.
671- وَعَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من صَلَّى البردين دخل الْجنَّة» مُتَّفق عَلَيْهِ. البردان: الصُّبْح، وَالْعصر.
672- وَعَن عمَارَة بن رؤيبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «لن يلج النَّار أحد صَلَّى قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا» يَعْنِي الْفجْر وَالْعصر. رَوَاهُ مُسلم.
673- وَعَن جُنْدُب بن سُفْيَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذمَّة الله، فَانْظُر يَا ابْن آدم لَا يطلبنك الله من ذمَّته بِشَيْء» رَوَاهُ مُسلم. أَي لَا يُظلم من صَلَّى الصُّبْح.
674- وَعَن أبي بصرة، بِالْبَاء الْمُوَحدَة، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْعَصْر فَقَالَ: «إِن هَذِه الصَّلَاة عُرضت عَلَى من كَانَ قبلكُمْ فضيّعوها، فَمن حَافظ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أجره مرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاة بعْدهَا حَتَّى يطلع الشَّاهِد» وَالشَّاهِد، النَّجْم. رَوَاهُ مُسلم.
675- وَعَن بُرَيْدَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من ترك صَلَاة الْعَصْر حَبط عمله» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
676- وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر، كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله» مُتَّفق عَلَيْهِ.
677- وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة بِاللَّيْلِ، وملائكة بِالنَّهَارِ، ويجتمعون فِي صَلَاة الْفجْر، وَصَلَاة الْعَصْر، ثمَّ يعرج الَّذين باتوا فِيكُم فيسألهم، وَهُوَ أعلم بهم، كَيفَ تركْتُم عبَادي؟ فَيَقُولُونَ: تركناهم وهم يصلونَ، وأتيناهم وهم يصلونَ» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب من لَا صَلَاة عَلَيْهِ:

سبق فِي الْحيض:
678- حَدِيث: «كُنَّا نقضي الصَّوْم، وَلَا نقضي الصَّلَاة».
679- وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «رُفع الْقَلَم عَن ثَلَاثَة: عَن الصَّبِي حَتَّى يبلغ، وَعَن الْمَجْنُون حَتَّى يفِيق، وَعَن النَّائِم حَتَّى يَسْتَيْقِظ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
680- وروياه من رِوَايَة عَائِشَة.
681- وَعَن عَمْرو بن العَاصِي أَنه سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله» رَوَاهُ مُسلم.
682- وَعَن نَافِع، "أَن ابْن عمر أُغمي عَلَيْهِ، فَذهب عقله، فَلم يقْض الصَّلَاة" صَحِيح، رَوَاهُ مَالك.

.فصل فِي ضعيفه:

683- مِنْهُ حَدِيث: «لَيْسَ فِي الْإِغْمَاء قَضَاء إِلَّا أَن يغمى عَلَيْهِ فِي صلَاته، فيفيق فِي وَقتهَا فيصليها» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مَرْفُوعا من رِوَايَة عَائِشَة.
684- وَابْن عمر، وَضعفهمَا.

.بَاب مَتى يؤمَّر الصَّبِي والصبية بِالصَّلَاةِ:

685- عَن سُبْرَة بن معبد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مُروا الصَّبِي بِالصَّلَاةِ إِذا بلغ سبع سِنِين، وَإِذا بلغ عشر سِنِين فَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
686- وَقَالَ: حسن.
687- وَعَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مُروا أَوْلَادكُم بِالصَّلَاةِ، وهم أَبنَاء سبع سِنِين، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وهم أَبنَاء عشر، وفرّقوا بَينهم فِي الْمضَاجِع» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن.

.فصل فِي ضعيفه:

688- مِنْهُ حَدِيث: «إِذا عرف يَمِينه من شِمَاله، فَمُرُوهُ بِالصَّلَاةِ».

.بَاب مَوَاقِيت الصَّلَاة:

689- عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أمَّني جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، عِنْد الْبَيْت مرَّتَيْنِ، فَصَلى بِي الظّهْر فِي الأول مِنْهَا، حِين كَانَ الْفَيْء مثل الشرَاك، ثمَّ صَلَّى الْعَصْر، حِين كَانَ كل شَيْء مثل ظله، ثمَّ صَلَّى الْمغرب، حِين وَجَبت الشَّمْس، وَأفْطر الصَّائِم، ثمَّ صَلَّى الْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق، ثمَّ صَلَّى الْفجْر حِين بزق الْفجْر، وَحرم الطَّعَام عَلَى الصَّائِم. وَصَلى الْمرة الثَّانِيَة الظّهْر حِين كَانَ ظلّ كل شَيْء مثله لوقت الْعَصْر بالْأَمْس، ثمَّ صَلَّى الْعَصْر حِين كَانَ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ، ثمَّ صَلَّى الْمغرب لوقته الأول، ثمَّ صَلَّى الْعشَاء الْآخِرَة حِين ذهب ثلث اللَّيْل، ثمَّ صَلَّى الصُّبْح، حِين أسفرت الأَرْض، ثمَّ الْتفت جِبْرِيل فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، هَذَا وَقت الْأَنْبِيَاء من قبلك، وَالْوَقْت فِيمَا بَين هذَيْن الْوَقْتَيْنِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ.
690- وَقَالَ: "حسن" وَهَذَا لَفظه. وبزق، بالزاي، أَي بزغ، وَهُوَ أول طلوعه.
691- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ من رِوَايَة جَابر بِمَعْنَاهُ.
692- قَالَ التِّرْمِذِيّ: هُوَ حَدِيث حسن. قَالَ: قَالَ البُخَارِيّ: هُوَ أصح شَيْء فِي الْمَوَاقِيت.
693- وَعَن ابْن عَمْرو بن العَاصِي، أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «وَقت الظّهْر، إِذا زَالَت الشَّمْس، وَكَانَ ظلّ الرجل كَطُولِهِ، مَا لم تحضر الْعَصْر، وَوقت الْعَصْر مَا لم تصفر الشَّمْس، وَوقت صَلَاة الْمغرب مَا لم يغب الشَّفق، وَوقت صَلَاة الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل الْأَوْسَط، وَوقت صَلَاة الصُّبْح من طُلُوع الْفجْر مَا لم تطلع الشَّمْس، فَإِذا طلعت الشَّمْس فَأمْسك عَن الصَّلَاة، فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان» رَوَاهُ مُسلم.
694- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «وَوقت صَلَاة الْمغرب إِذا غَابَتْ الشَّمْس مَا لم يسْقط الشَّفق».
695- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «وَوقت الْمغرب مَا لم يسْقط ثَوْر الشَّفق».
696- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «إِذا صليتم الْفجْر، فَإِنَّهُ وَقت إِلَى أَن يطلع قرن الشَّمْس الأول».
697- وَعَن بُرَيْدَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن رجلا سَأَلَهُ عَن وَقت الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «صلِّ مَعنا هذَيْن»- يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ- فَلَمَّا زَالَت الشَّمْس أَمر بِلَالًا فأذّن ثمَّ أمره فَأَقَامَ الظّهْر، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعَصْر وَالشَّمْس مُرْتَفعَة بَيْضَاء نقية، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْمغرب، حِين غَابَتْ الشَّمْس، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعشَاء، حِين غَابَ الشَّفق، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْفجْر، حِين طلع الْفجْر، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي أمره فأبرد بِالظّهْرِ، فأنعم أَن يبرد بهَا، وَصَلى الْعَصْر، وَالشَّمْس مُرْتَفعَة، أَخّرهَا فَوق الَّذِي كَانَ، وَصَلى الْمغرب، قبل أَن يغيب الشَّفق، وَصَلى الْعشَاء بعد مَا ذهب ثلث اللَّيْل، وَصَلى الْفجْر فأسفر بهَا، ثمَّ قَالَ: «أَيْن السَّائِل عَن وَقت الصَّلَاة؟ فَقَالَ السَّائِل: أَنا يَا رَسُول الله. قَالَ: وَقت صَلَاتكُمْ مَا بَين مَا رَأَيْتُمْ» رَوَاهُ مُسلم.
698- وَعَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: أَنه أَتَاهُ سَائل عَن مَوَاقِيت الصَّلَاة؟ فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا فَأَقَامَ الْفجْر، حِين انْشَقَّ الْفجْر، وَالنَّاس لَا يكَاد يعرف بَعضهم بَعْضًا، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الظّهْر، حِين زَالَت الشَّمْس، وَالْقَائِل يَقُول قد انتصف النَّهَار، وَهُوَ كَانَ أعلم مِنْهُم، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعَصْر، وَالشَّمْس مُرْتَفعَة، ثمَّ أمره فَأَقَامَ بالمغرب، حِين وَقعت الشَّمْس، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعشَاء، حِين غَابَ الشَّفق، ثمَّ أخر الْفجْر من الْغَد حَتَّى انْصَرف مِنْهَا، وَالْقَائِل يَقُول: قد طلعت الشَّمْس أَو كَادَت، ثمَّ أخر الظّهْر حَتَّى كَانَ قَرِيبا من وَقت الْعَصْر بالْأَمْس، ثمَّ أخر الْعَصْر حِين انْصَرف مِنْهَا، وَالْقَائِل يَقُول: قد احْمَرَّتْ الشَّمْس، ثمَّ أخر الْمغرب، حَتَّى كَانَ عِنْد سُقُوط الشَّفق، ثمَّ أخر الْعشَاء حَتَّى كَانَ ثلث اللَّيْل الأول، ثمَّ أصبح فَدَعَا السَّائِل فَقَالَ: «الْوَقْت بَين هذَيْن» رَوَاهُ مُسلم.

.بَاب فَضِيلَة أول الْوَقْت:

699- أنس قَالَ: «خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين زاغت الشَّمْس فَصَلى الظّهْر» مُتَّفق عَلَيْهِ.
700- وَعَن جَابر بن عبد الله: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي الظّهْر بالهاجرة، وَالْعصر وَالشَّمْس نقية، وَالْمغْرب إِذا وَجَبت، وَالْعشَاء أَحْيَانًا وَأَحْيَانا، إِذا رَآهُمْ اجْتَمعُوا عجّل، وَإِذا رَآهُمْ أبطؤوا أخّر وَالصُّبْح بِغَلَس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
701- وَعَن أبي بَرزَة: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي الهجير الَّتِي تدعونها الأولَى حِين تدحض الشَّمْس، وَيُصلي الْعَصْر ثمَّ يرجع أَحَدنَا إِلَى رَحْله فِي أقْصَى الْمَدِينَة، وَالشَّمْس حَيَّة، قَالَ الرَّاوِي: ونسيت مَا قَالَ فِي الْمغرب، وَكَانَ يسْتَحبّ أَن يُؤَخر الْعشَاء الَّتِي تدعونها الْعَتَمَة، وَكَانَ يكره النّوم قبلهَا، والْحَدِيث بعْدهَا وَكَانَ يَنْفَتِل من صَلَاة الْغَدَاة حِين يعرف الرجل جليسه، وَيقْرَأ بالستين إِلَى المئة». مُتَّفق عَلَيْهِ. تدحض: تَزُول.
702- وَعَن عَائِشَة قَالَت: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي الْعَصْر، وَالشَّمْس طالعة فِي حُجْرَتي لم يظْهر الْفَيْء بعد» مُتَّفق عَلَيْهِ.
703- قَالَ الشَّافِعِي: هَذَا من أبين مَا فِي أول وَقت الْعَصْر لِأَن حُجْرَتهَا فِي مَوضِع منخفض وَلَيْسَت وَاسِعَة.
704- وَعَن أنس: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي الْعَصْر، وَالشَّمْس مُرْتَفعَة، فَيذْهب الذَّاهِب إِلَى العوالي فيأتيهم وَالشَّمْس مُرْتَفعَة» مُتَّفق عَلَيْهِ. العوالي: قرَى بِقرب الْمَدِينَة، أقربها مِنْهَا عَلَى أَرْبَعَة أَمْيَال مِنْهَا، وَقيل ثَلَاثَة، وأبعدها عَلَى ثَمَانِيَة.
705- وَفِي رِوَايَة لَهما: «فَيذْهب الذَّاهِب إِلَى قبَاء».
706- وَعَن رَافع بن خديج: «كُنَّا نصلي الْعَصْر مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ نَنْحَر الْجَزُور، فتقسم عشر قسم، فنأكل لَحْمًا نضيجاً، قبل مغيب الشَّمْس» مُتَّفق عَلَيْهِ.
707- وَعَن عَائِشَة، قَالَت: «كن نسَاء الْمُؤْمِنَات يشهدن مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْفجْر، متلفّعات بمروطهن، ثمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتهنَّ حِين يقضين الصَّلَاة، لَا يعرفهن أحد من الْغَلَس» مُتَّفق عَلَيْهِ. متلفعات: أَي متلفّفات، مشتملات. والمروط: الأكسية.
708- وَعَن رَافع بن خديج، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أصبِحوا بالصبح، فَإِنَّهُ أعظم لأجوركم، أَو أعظم لِلْأجرِ» رَوَاهُ الثَّلَاثَة.
709- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حَدِيث حسن صَحِيح".
710- وَعَن ابْن مَسْعُود: سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله؟ قَالَ: «الصَّلَاة عَلَى وَقتهَا. قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: بر الْوَالِدين. قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: الْجِهَاد فِي سَبِيل الله». قَالَ: حَدثنِي بِهن وَلَو استزدته لزادني. مُتَّفق عَلَيْهِ.
711- وَعَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه: أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: أَن صَلَاة الْعَصْر، وَالشَّمْس بَيْضَاء نقية، قدر مَا يسير الرَّاكِب ثَلَاثَة فراسخ. رَوَاهُ مَالك فِي "الْمُوَطَّأ" عَن هِشَام.
712- وَعَن رَافع بن خديج قَالَ: «كُنَّا نصلي الْمغرب مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَيَنْصَرِف أَحَدنَا وَإنَّهُ ليبصر مواقع نبله» مُتَّفق عَلَيْهِ.
713- وَعَن سَلمَة بن الْأَكْوَع: «كُنَّا نصلي الْمغرب مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا تَوَاتَرَتْ بالحجاب» مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

714- مِنْهُ، حَدِيث: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: «الصَّلَاة لأوّل وَقتهَا». وَحَدِيث: «أول الْوَقْت رضوَان الله، وَآخره عَفْو الله» وَهُوَ مَرْوِيّ من رِوَايَة:
715- ابْن عمر.
716- وَجَرِير.
717- وَأبي مَحْذُورَة، وَكلهَا ضَعِيفَة.

.بَاب مَا جَاءَ فِي تَقْدِيم صَلَاة الْعشَاء، وتأخيرها:

718- عَن النُّعْمَان بن بشير، قَالَ: أَنا أعلم النَّاس بِوَقْت هَذِه الصَّلَاة، صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة، كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصليهَا لسُقُوط الْقَمَر لثالثة. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح.
719- وَعَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي لأمرتهم أَن يؤخروا الْعشَاء إِلَى ثلث اللَّيْل، أَو نصفه» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
720- وَقَالَ: "حسن صَحِيح".
721- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ من رِوَايَة زيد بن خَالِد وَقَالَ: «لأخرت الْعشَاء إِلَى ثلث اللَّيْل».
722- قَالَ التِّرْمِذِيّ: "حسن صَحِيح".
723- وَعَن أنس: أخر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل ثمَّ صَلَّى، ثمَّ قَالَ: «صَلَّى النَّاس وناموا، أما إِنَّكُم فِي صَلَاة مَا انتظرتموها» مُتَّفق عَلَيْهِ.
724- وَعَن ابْن عَبَّاس: أعتم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالعشاء حَتَّى رقد النَّاس، واستيقظوا ورقدوا، واستيقظوا، فَقَامَ عمر بن الْخطاب فَقَالَ: الصَّلَاة فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يقطر رَأسه مَاء، وَاضِعا يَده عَلَى رَأسه. فَقَالَ: «لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي لأمرتهم أَن يصلوها هَكَذَا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
725- وَعَن جَابر بن سَمُرَة: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُؤَخر عشَاء الْآخِرَة» رَوَاهُ مُسلم.

.بَاب اسْتِحْبَاب الْإِبْرَاد بِالظّهْرِ فِي شدَّة الْحر:

726- أَبُو هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم، واشتكت النَّار إِلَى رَبهَا، فَقَالَت: أكل بَعْضِي بَعْضًا فَأذن لَهَا بنفسين. نَفْس فِي الشتَاء، وَنَفس فِي الصَّيف، فَهُوَ أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر، وَأَشد مَا تَجِدُونَ من الزَّمْهَرِير» مُتَّفق عَلَيْهِ.
727- وَعَن أبي ذَر: كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر فَأَرَادَ الْمُؤَذّن أَن يُؤذن لِلظهْرِ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أبرد ثمَّ أَرَادَ أَن يُؤذن. فَقَالَ لَهُ: أبرد حَتَّى رَأينَا فَيْء التلول. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: إِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم، فَإِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.
728- وَعَن أنس: «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اشْتَدَّ الْبرد بكّر بِالصَّلَاةِ، وَإِذا اشْتَدَّ الْحر أبرد بِالصَّلَاةِ» رَوَاهُ البُخَارِيّ.

.بَاب الصَّلَاة الْوُسْطَى:

729- عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْم الْأَحْزَاب: «شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى حَتَّى غربت الشَّمْس، مَلأ الله قُبُورهم وَبُيُوتهمْ أَو قَالَ قُبُورهم وبطونهم نَارا» مُتَّفق عَلَيْهِ.
730- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر».
731- وَرَوَاهُ مُسلم بِهَذَا اللَّفْظ الْأَخير أَيْضا من رِوَايَة ابْن مَسْعُود.
732- وَعَن أبي يُونُس مولَى عَائِشَة قَالَ: «أَمرتنِي عَائِشَة أَن أكتب لَهَا مُصحفا وَقَالَ: إِذا بلغت هَذِه الْآيَة فَآذِنِّي {حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} فَلَمَّا بلغتهَا آذَنتهَا، فَأَمْلَتْ عَلّي: حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقومُوا لله قَانِتِينَ. قَالَت عَائِشَة: سَمعتهَا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ مُسلم.
733- وَعَن شَقِيق بن عقبَة، عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: «نزلت هَذِه الْآيَة {حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات} وَصَلَاة الْعَصْر. فقرأناها مَا شَاءَ الله ثمَّ نسخهَا الله فَنزلت {حَافظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} فَقَالَ رجل كَانَ جَالِسا عِنْد شَقِيق لَهُ: هِيَ إِذا صَلَاة الْعَصْر. فَقَالَ الْبَراء: قد أَخْبَرتك كَيفَ نزلت، وَكَيف نسخهَا الله» رَوَاهُ مُسلم.
734- وَعَن سَمُرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ فِي صَلَاة الْوُسْطَى: «صَلَاة الْعَصْر» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.
735- وَقَالَ: "حسن".
736- وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَغَيره عَن زيد بن ثَابت مَوْقُوفا عَلَيْهِ، «أَنَّهَا الظّهْر».
737- وَرَوَى النَّسَائِيّ وَغَيره عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا عَلَيْهِ "أَنَّهَا الصُّبْح" وَالله أعلم.

.بَاب كَرَاهَة تَسْمِيَة الْمغرب عشَاء وَالْعشَاء عتمة وَالنَّوْم قبلهَا، والْحَدِيث بعْدهَا:

738- ابْن عمر سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب عَلَى اسْم صَلَاتكُمْ، أَلا إِنَّهَا الْعشَاء، وهم يعتمون بِالْإِبِلِ» رَوَاهُ مُسلم.
739- وَعَن عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب عَلَى اسْم صَلَاتكُمْ الْمغرب، قَالَ: وَتقول الْأَعْرَاب هِيَ الْعشَاء» رَوَاهُ البُخَارِيّ.
740- وَعَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ، " أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يكره النّوم قبل الْعشَاء، والْحَدِيث بعْدهَا" مُتَّفق عَلَيْهِ.

.بَاب جَوَاز الحَدِيث بعد الْعشَاء فِي خير، وَمَعَ الضَّيْف، وَفِي الْحَاجة، وَنَحْوه:

741- عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَّى الْعشَاء فِي آخر حَيَاته، فَلَمَّا سلم قَالَ: «أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه، فَإِن عَلَى رَأس مئة سنة لَا يَبْقَى مِمَّن هُوَ عَلَى ظهر الأَرْض الْيَوْم أحد» مُتَّفق عَلَيْهِ.
742- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنهم انتظروا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجَاءَهُمْ قَرِيبا من شطر اللَّيْل فَصَلى بهم، يَعْنِي الْعشَاء، قَالَ: ثمَّ خَطَبنَا فَقَالَ: «أَلا إِن النَّاس قد صلوا ثمَّ رقدوا، وَإِنَّكُمْ لن تزالوا فِي صَلَاة مَا انتظرتم الصَّلَاة» رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " أَحَادِيث كَثِيرَة فِي الْبَاب.

.بَاب من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة فقد أدْرك تِلْكَ الصَّلَاة:

743- أَبُو هُرَيْرَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من أدْرك من الصُّبْح رَكْعَة قبل أَن تطلع الشَّمْس فقد أدْرك الصُّبْح، وَمن أدْرك رَكْعَة من الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس فقد أدْرك الْعَصْر» مُتَّفق عَلَيْهِ.
744- وَعنهُ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة فقد أدْرك الصَّلَاة» مُتَّفق عَلَيْهِ بِهَذَا اللَّفْظ.
745- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «فقد أدْرك الصَّلَاة كلهَا».
746- وَفِي رِوَايَة لَهُ فردة عَن جَمِيع الرِّوَايَات الْكَثِيرَة: «من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة مَعَ الإِمَام».

.بَاب من فَاتَتْهُ صَلَاة:

747- أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من نسي صَلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا، لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك» مُتَّفق عَلَيْهِ.
748- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «إِذا رقد أحدكُم عَن الصَّلَاة أَو غفل عَنْهَا فليصليها إِذا ذكرهَا».
749- وَعَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حِين قفل من غَزْوَة حنين سَار ليله حَتَّى إِذا أدْركهُ الْكرَى عرس، وَقَالَ لِبلَال: «اكلأ لنا اللَّيْل. فَصَلى بِلَال مَا قدر لَهُ، ونام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَصْحَابه، فَلَمَّا تقَارب الْفجْر اسْتندَ بِلَال إِلَى رَاحِلَته مواجها للفجر فغلبته عَيناهُ، فَلم يَسْتَيْقِظ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَلَا بِلَال، وَلَا أحد من أَصْحَابه حَتَّى ضربتهم الشَّمْس، فَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَوَّلهمْ استيقاظا، فَفَزعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: أَي بِلَال فَقَالَ بِلَال: أَخذ بنفسي الَّذِي أَخذ يَا رَسُول الله بِنَفْسِك. قَالَ: اقتادوا فاقتادوا رواحلهم شَيْئا، ثمَّ تَوَضَّأ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة فَصَلى بهم الصُّبْح، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاة، قَالَ: من نسي الصَّلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا» رَوَاهُ مُسلم.
750- وَعَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ: كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي مسير لَهُ فأدلجنا ليلتنا، حَتَّى إِذا كُنَّا فِي وَجه الصُّبْح عرسنا فغلبتنا أَعيننَا حَتَّى بزغت الشَّمْس، فَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ منا أَبُو بكر، وَكُنَّا لَا نوقظ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَنَامه إِذا نَام حَتَّى يَسْتَيْقِظ، ثمَّ اسْتَيْقَظَ عمر، فَقَامَ عِنْد نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يكبر وَيرْفَع صَوته حَتَّى اسْتَيْقَظَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَلَمَّا رفع رَأسه وَرَأَى الشَّمْس قد بزغت قَالَ: «ارتحلوا فَسَار بِنَا حَتَّى ابْيَضَّتْ الشَّمْس نزل فَصَلى بِنَا الْغَدَاة». مُتَّفق عَلَيْهِ، وَهُوَ حَدِيث طَوِيل.
751- وَعَن أبي قَتَادَة قَالَ: ذكرُوا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نومهم عَن الصَّلَاة فَقَالَ: «إِنَّه لَيْسَ فِي النّوم تَفْرِيط، إِنَّمَا التَّفْرِيط عَلَى من لم يصل الصَّلَاة حَتَّى يَجِيء وَقت الْأُخْرَى، فَمن فعل ذَلِك فليصلها حَتَّى ينتبه لَهَا، فَإِذا كَانَ الْغَد فليصلها عِنْد وَقتهَا» رَوَاهُ مُسلم. وَمَعْنَاهُ «فَإِذا كَانَ الْغَد فليصلها عِنْد وَقتهَا» أَي صَلَاة الْغَد يُصليهَا فِي وَقتهَا، وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يتَحَوَّل وَقتهَا.
752- وَعَن جَابر، أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه جَاءَ يَوْم الخَنْدَق بَعْدَمَا غربت الشَّمْس فَجعل يسب كفار قُرَيْش، وَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا كدت أُصَلِّي الْعَصْر حَتَّى كَادَت الشَّمْس تغرب. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «وَالله مَا صليتها» فقمنا إِلَى بطحان فَتَوَضَّأ للصَّلَاة وتوضأنا لَهَا، فَصَلى الْعَصْر بَعْدَمَا غربت الشَّمْس، ثمَّ صَلَّى بعْدهَا الْمغرب. مُتَّفق عَلَيْهِ.

.فصل فِي ضعيفه:

753- مِنْهُ حَدِيث ابْن عَبَّاس رَفعه: «إِذا نسي أحدكُم صَلَاة، فَذكرهَا وَهُوَ فِي صَلَاة مَكْتُوبَة، فليبدأ بِالَّتِي هُوَ فِيهَا، فَإِذا فرغ صَلَّى الَّتِي نسي».
754- وَحَدِيث ابْن عمر رَفعه: «من نسي صَلَاة فَلم يذكرهَا إِلَّا وَهُوَ مَعَ الإِمَام، فَإِذا فرغ من صلَاته فليعد الصَّلَاة الَّتِي نسي، ثمَّ ليعد الصَّلَاة الَّتِي صلاهَا مَعَ الإِمَام».
755- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف عَلَى ابْن عمر.